مع بداية عام 2009 قامت مؤسسة غارتنر بنشر تقرير يسلط الضوء على بعض التقنيات التي كان يتوقع أن يكون لها تأثير كبير في صناعة الجوالات خلال العامين القادمين. وبحسب ما قاله السيد نيك جونز أحد كبار المحللين في المؤسسة ونائب مديرها، فقد اتفقوا على ثماني تقنيات يتوقع أن تتطور بسرعة وربما تطرح بعض القضايا التي قد تصبح أهدافاً للاستراتيجيات القصيرة الأمد.
وبينما نقف على عتبة العام الجديد، فإننا نعتقد أن هذه التقنيات الثمانية تستحق أن نلقي عليها نظرةً أخرى، وهي تتضمن كلا من:
سيتم إطلاق الجوالات الداعمة لميزة البلوتوث 3.0 في الأسواق خلال عام 2010، حيث يتوقع أن تؤمن هذه الميزة نقل البيانات بسرعات عالية تصل إلى 480 ميغا بيت في الثانية للمسافات القصيرة، في حين تبلغ 100 ميغا بيت في الثانية على مسافة 10 أمتار.
كما أن هذه الميزة ستمكن المستخدم من تشغيل بعض الأجهزة الإضافية والحساسات والبرامج الملحقة كتلك التي تعنى بمراقبة الأوضاع الصحية. كما تتميز هذه التقنية بانسجامها مع كافة الجوالات، القديم منها والحديث، بحيث سيكون بإمكان الجوالات القديمة الاتصال والعمل مع الأجهزة والملحقات الحديثة. لذا فإننا لا نجد عذراً لعدم إطلاق هذه الخدمات خلال الأعوام القادمة.
واجهات تحكم المستخدم و أدوات المعلومات المصغرة (الويدجتز) في الجوالات:
تشير واجهات التحكم والويدجتز في الجوالات إلى مدى وسرعة تطور آلية عمل الجوالات بحيث أصبحت قاعدة جديدة لعمل كل ما يتعلق بهذا المجال من برامج وتطبيقات المستخدم إلى البرامج التفاعلية بين المؤسسة وموظفيها أو بين المؤسسة وزبائنها. فالأجهزة الذكية كالآي فون وبلاك بيري وأ��درويد وغيرها تقدم للمستخدم واجهات تحكم أفضل وخاصةً فيما يتعلق بتصفح الإنترنت، مما يزيد أعداد المستخدمين الذين يتصفحون الإنترنت من خلال جوالاتهم. أما بالنسبة للتطبيقات والبرامج المشابهة للويدجتس فإنها ستصبح أكثر شيوعاً مع الوقت وخاصة تلك البرامج المتعلقة بالمؤسسات والزبائن. ومع ذلك فمازل هناك الكثير من التحديات أمام تطوير تصفح الإنترنت على الجوال.
ميزات إدراك الموقع:
تقوم هذه الميزات- والتي تعتمد في عملها على الـ GPS والـ Wi-Fi وعلم المثلثات- بفتح مجالات وإمكانيات جديدة لتطوير تصفح المواقع الاجتماعية وميزة التواجد كالتي في برامج التحادث عبر الإنترنت "chat" على الجوالات. حيث تعتبر هذه المواقع مثل Brightkit و Loopt والتي تقوم بتحديد مكانك لجميع أصدقائك على شبكة الإنترنت مألوفةً لدى أوائل من تبنوا بهذه التقنيات وعملوا عليها، ولكننا مع ذلك مانزال في بداية الطريق. فعلى سبيل المثال بدأ Palringo مؤخراً بدعم خدمات تحديد الموقع في تطبيقات الآي فون، والتي تسمح للمستخدمين بمعرفة أماكن الأشخاص الموجودين ضمن قوائم اتصالاتهم، ومدى بعدهم عنهم. وهذا ما يضيف بعداً جديداً لعالم الاتصالات.
ولكن هذه التقنية- والتي يتوقع أن تصبح أكثر شيوعاً خلال سنة أو سنتين- ستثير في الوقت نفسه العديد من التساؤلات حول مصطلح "الخصوصية". فهل سترغب في أن يعرف جميع أصدقائك على شبكة الإنترنت مكانك بالضبط؟ وهل سيعني إلغاؤك لعمل هذه الميزة في جوالك أنك تخطط لعمل شيءٍ مريب قد يثير الشكوك؟ لذا سيكون علينا البحث عن إجابات لهذه الأسئلة- وكثير غيرها- في المستقبل القريب.
الاتصال قريب المدى:
وهي تقنية تؤمن للمستخدمين طريقة للاستفادة من جوالاتهم في كثير من الاستخدامات كدفع الفواتير وغيرها... وقد تم تطبيق هذه الخدمة في كثير من دول العالم ولكنها لم تطبق بعد في الولايات المتحدة. وتتوقع غارتنر أن نظام الدفع من خلال الجوال لن يتم تطبيقه في الأسواق المتقدمة مثل التي في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، بينما يُرجح أن تطبق في الأسواق النامية.
وكذلك هي الحال بالنسبة لبعض التطبيقات الأخرى لهذه التقنية كإمكانية نقل الصور من الجوال إلى أجهزة عرض الصور الرقمية "Digital Photo Frames"، وذلك فيما يتعلق بدخولها إلى الأسواق العالمية.
بروتوكول 802.11n وحزمة الاتصالات الخليوية:
يعتبر بروتوكول 802.11n أحد خصائص شبكات الاتصالات اللاسلكية WLAN، وهو تقنية شائعة في الوقت الحالي بالرغم من عدم تصنيفه كمعيار رسمي حتى الآن. لذا فهو لم يدخل بعد بشكل جدي إلى عالم الجوالات، وحتى الجوالات الشهيرة كالآي فون لا تدعمه. لكن ومن جهة ثانية، فإن التقنية الأخرى أي حزمة الاتصالات الخليوية -التي يعبر عنها بالجيل الثالث فما فوق- قد تجعل من الـ Wi-Fi غير ضروري، على الأقل فيما يتعلق بتحقيقها لسرعات عالية في نقل البيانات. وبالإضافة إلى منتجي الجوالات فإن مصنعي الحواسب المحمولة سيستمرون في استخدام هذه التقنية من أجل أجهزة الإنترنت "netbooks" وذلك من خلال معالجات اتصالات حديثة ذات أداء فائق.
تقنيات العرض:
ستشهد تقنيات العرض تحسينات وتطورات على مدى العامين القادمين، كما سيكون هناك أثر كبير لبعض هذه التقنيات الحديثة كالشاشات ذات المصفوفات الفعالة، والشاشات ذات النسيج الخامل، وأجهزة الإسقاط المصغرة.حيث أن هذه الأخيرة- والتي سبق الإعلان عنها في المعرض العالمي للالكترونيات CES 2009 كما استخدمتها إل جي في جوال GW820 eXpo الذي أعلنت عنه مؤخراً- ستفتح الطريق أمام استخدامات جديدة للجوالات. وخاصة في العروض التقديمية العاجلة والمؤتمرات المصغرة أو الغير رسمية والتي تكون عادةً غير مجهزة بالأجهزة والمعدات اللازمة.
وبحسب ما قالته مؤسسة غارتنر، فإن الأنماط المختلفة لتقنيات العرض التي تم الإعلان عنها في 2009 أو سيتم الإعلان عنها في 2010 ستصبح عوامل أكثر أهميةً وذات تأثير أكبر على معايير اختيار المستخدمين لجوالاتهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]